بنهاية كل عام تصدر بيانات وأرقام خاصة بنسب عوائد الذهب مقارنة بالعوائد والأرباح التي حققتها أسواق المال وبعض السلع خلال العام.

وبالطبع يتم عقد المقارنات بين عوائد الأدوات والأصول المختلفة، لإبراز أكثرها عائدا، وأقلها، للوصول لرسالة مفادها أن عليك اختيار الأفضل، والذي هو الأكثر عائدا كما ترى.

لكننا خلال هذه الرحلة السنوية نتعرض لكثير من الخداع، الذي قد لا يكون مقصودا.
حيث يتم إغفال تفاصيل مهمة جدا عند عقد هذه المقارنات.

فما هي هذه التفاصيل التي يمكن أن تغير من نظرتك لهذه الإحصائيات؟

الأرقام حقيقية

لا شك أبدا في مصداقية الأرقام والبيانات الصدرة بشأن الارتفاعات أو الانخفاضات، فكلها أرقام حقيقية مثبتة، ولا يمكن الجدال بشأنها، فهي محض أسعار معروضة للجميع.

فعندما نقول أن سوق المال ارتفع بنسبة 30% مثلا، فهذا الرقم حقيقي، مثله مثل أن الذهب حقق عوائد 27% مقابل الدولار خلال عام 2024.

الخدعة ليست في الأرقام.

الخدعة فيما وراء الأرقام.
حيث أن ما يعرض هو أرقام خام، تفتقد لتقرير تجربة المستخدم، إن صح التعبير!

فإن الغالبية بسوق المال هم خاسرون، وفقا للإحصائيات أيضا.
حيث أن 95% من المتداولين بأسواق المال يحققون خسائر، مقابل 5% من الرابحين.

كما أن هذا الرقم الإجمالي لارتفاع سوق المال لا يعبر عن جميع الأسهم المدرجة بالسوق، ولا يملك الجميع كل هذا الحظ ليختاروا الأداة أو السهم أو الأصل الذي يحقق لهم هذه النسبة خلال عام، بغض النظر عن الأسهم الخاسرة في السوق برغم الارتفاعات التي حققها المؤشر العام.

ولو أضفنا لذلك التفاصيل الدقيقة لعملية التداول التي تمر بالتحليل، وإدارة المخاطر، وقرار الاستثمار، والمتابعة، والتفاعل مع الاحداث، وغيرها من الأمور التي تجعل من الاستثمار في أسواق المال أمر شاق على الخبراء، فما بالنا بالمبتدئين؟!
وهذا هو ما يفسر تلك النسبة الكبيرة من الخاسرين مقابل نسبة ضئيلة جدا من الرابحين.

وهذا يوصلنا لقناعة منطقية جدا.
أن الاستثمار في سوق المال الذي يحقق ارتفاعا قدره 30%، لا يعني بالتبعية تحقيقي كمستثمر فيه نفس هذه النسبة، ولا حتى الربح من الأساس!

بينما على الجانب الآخر، فالاستثمار في شراء الذهب المعدن هو أمر مختلف كليا.
حيث لو كان أهل الأرض جيميعا استثمروا في شراء الذهب منذ بداية العام، 2024، لكانوا حققوا أرباحا تقدر بـ27% بنهاية العام، مقابل الدولار.

ولم يكن ليخسر أي واحد فيهم.

وهذه هي عدالة توزيع الأرباح، أو العوائد، إن صحت التسمية.
فالجميع رابحون، لم يخسر أحد.

بعكس سوق المال الذي يمنح الرابح أموال الخاسرين!


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *